مزايا التعليم التعاوني التفاعلي خلال الدراسة عن بعد

التعليم التعاوني التفاعلي هو أحد المفاهيم الشائعة هذه الأيام والتي يتم إطلاقها على كثير من الأنشطة التعليمية المتنوعة والتي تتفاعل فيها مجموعات صغيرة، فمن خلاله يقوم الطلاب بالتعاون في تنفيذ بعض المهام والأنشطة والتشارك فيها بغرض تطوير أنفسهم،

وغير ذلك من المعلومات الكثيرة عن مفهوم التعليم التعاوني التفاعلي والتي سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هو التعليم التعاوني

التعليم التعاوني كما أشرنا من قبل هو أحد المفاهيم التي تشير إلى المشاركة بين الزملاء أو الطلاب بعضهم مع بعض من أجل تنفيذ وإتمام بعض الأنشطة في إطار الدراسة التي يقومون بدراستها، ومن اسمه يتضح أنه يقوم على التعاون والمشاركة ولا يخص العمل الفردي،

ويهدف ايضا هذا التعليم إلى مساعدة الزملاء وترسيخ المعاني الدراسية التي يقومون بتعلمها من خلال التعاون،

ويشتمل كل مجموعة من المجموعات الخاصة بالتعليم التعاوني على ما يقرب من طالبين إلى خمس طلاب شرط ألا يقل العدد عن طالبين لكي يحقق ميزة التعاون التي يقوم عليها المفهوم،

وكذلك الا يزيد عن خمس طلاب لكي يتم الاستيعاب بينهم بشكل أفضل وأجود، وذلك كله يهدف إلى تسهيل وتيسير عملية الفهم وإنجاز المهام والأنشطة التعليمية من خلال المجموعة.

ويعتبر التعليم التعاوني في حد ذاته أحد الاستراتيجيات التي تشتمل على تدريس المواد بشكل يضمن الحصول على جودة التعلم، من خلال الاعتماد على المجموعات الصغيرة التي يقوم ببناؤها المعلمون بغرض تحسين وتطوير الخبرات التعليمية لكل من الطلاب والمعلمين على حد سواء

إذ أن الطلاب يعملون وفق مجموعات صغيرة غير متشابهة وذلك من أجل تحقيق الأهداف التعليمية المشتركة بين الطلاب وتبادل الخبرات والمهارات المختلفة بينهم.

شروط التعليم التعاوني

من أجل تحقيق التعليم التعاوني بين الطلاب لابد من توافر بعض الشروط الأساسية التي تحقق نجاح العملية، ومن بين أهم وأبرز هذه الشروط ما يلي:

• الترابط البناء بين المجموعة: بحيث أن يكون هناك اعتماد متبادل بين الطلاب وبعضهم البعض وأن يكون هناك ترابط فيما بينهم من أجل تحقيق الأهداف المرجوة والا لم تحقق المجموعة أي نتائج سليمة.
• المحاسبة والمساءلة: وتتم من خلال خضوع كافة أفراد المجموعة الواحدة إلى المساءلة والمحاسبة والرقابة من المعلم، وتشتمل المحاسبة والمساءلة على تقييم الفريق ككل في نهاية العمل والحصول على النتائج النهائية له.
• التفاعل بين الفريق بشكل مباشر: وهنا لابد أن يقوم الفريق بأكمله بالتفاعل بطريقة مباشرة بغرض تبادل المعرفة والنصائح والتعليمات الخاصة بالعمل الذي يقومون به، مع عدم وصول الأفراد إلى التفاعل بشكل فردي.
• تشجيع المهارات: تأتي هذه الخطوة من خلال تعزيز المهارات والقدرات الخاصة بالأطفال في اتخاذ القرارات أو للتواصل بصفة عامة.
• تقييم الذات: من خلال هذه الخطوة يقوم الفريق بتقييم جودة العمل وتحديد الخطوات التي يتوجب عليه تعديلها من أجل جعل الأداء أكثر فاعلية في المرات القادمة.

الفرق بين العمل الجماعي والتعليم التعاوني

يوجد فرق بالطبع بين كل من هذين المفهومين، حيث يمكن تعريف العمل الجماعي على أنه طريقة يمكن من خلالها دمج وتبادل المعلومات والخبرات بين الطلاب، فضلًا عن كونه يعتبر طريقة فعالة من أجل تطوير وتحسين فاعلية وأداء الطلاب،

ويشترط في هذه الميزة التعليم التعاوني أيضًا، ولكن يمكن الفرق بين المفهومين فيما يخص المساءلة والمحاسبة،

إذ أن الطلاب في التعليم التعاوني يخضعون إلى المساءلة والمحاسبة سواء الفردية أو الجماعية على حد سواء، حيث تتم محاسبتهم أثناء التقييم النهائي للعمل، فضلًا عن تكليف كل طالب بمهمة معينة، أما في العمل الجماعي فتكون محتسبة الطلاب عامة وذلك يتضح من اسم المفهوم.

أنواع التعليم التعاوني

تتعدد أنواع التعليم التعاوني والتي سنوضحها لكم من خلال الأسطر التالية:

• أولًا مجموعات التعليم التعاوني الرسمية

تعتبر هذه المجموعات أحد المجموعات التعليمية التي يتم التعليم فيها خلال مدة محددة وتستغرق حصة أو عدة حصص خلال الأسبوع.

وذلك من خلال ما يعرف بورشة العمل التي قد تكون داخل البيئة التعليمية أو خارجها في بعض الأحيان.

تهدف هذه المجموعة إلى تحقيق عدة أهداف ومهارات تعاونية بين الطلاب في وجود بعض الزملاء من المتعلمين بغرض السعي إلى وجود حوار خاص ومناقشة حول المادة المدروسة.

تساعد المجموعة التعاونية على تحسين المهارات الخاصة بالقيادة الجماعية وكيفية اتخاذ القرار لدى الطلاب.

كما تساعد هذه المجموعات أيضًا على الشعور بالانتماء إلى الفريق الواحد مما يعزز لديهم العمل الجماعي بكل سهولة فيما بعد.

تقوم هذه المجموعات على تشجيع وتحفيز كل من الطلاب والمعلمون بشكل مباشر، وتعزز قدرة الطلاب على بناء المهارات والخبرات في التعليم.

• المجموعات التعاونية التعليمية غير الرسمية

هي مجموعات تقدم عروض خاصة قد تستمر إلى القليل من الدقائق وقد تستمر إلى حصة كاملة، ويتم الاعتماد على هذا النوع من المجموعات خلال التعليم المباشر الذي يشمل مجموعة من الأنشطة المتعددة من بينها أنشطة العرض والتقديم، وأنشطة عرض الفيديو التي تهدف جميعها إلى انتباه الطلاب.

• المجموعات التعاونية التعليمية الرئيسية

يمكن تعريف هذه المجموعات بأنها عبارة عن مجموعات تتكون من طلاب ممن لديهم الكثير من الاختلافات في عملية التحصيل الأكاديمي الخاص بمستوى دافعيتهم للتعلم بشكل عام.

 وتعمل هذه المجموعات بصفة أساسية على تحسين معدل التحصيل الأكاديمي عند الطلاب وتعزيز دافعيتهم إلى التعلم.

وقد تهتم هذه المجموعات بتدريس مساق تعليمي واحد ويمكن أن يكون أكثر من مسار تعليمي.

وتنقسم هذه المجموعات إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهما مجموعة خاصة تشتمل على تعلم مادة دراسية محددة، من خلالها يستطيع المعلم أن يوضح المهام للطلاب ويناقشهم فيها.

والمجموعة الثانية وتشمل التعليم التعاوني الخاص بالاختلاف الفكري، وهي مجموعات تتكون من طلبة لديهم اختلاف فكري ويرغبون من مناقشة المساق التعليمي من خلال اتباع أسلوب الحوار وتبادل الأفكار بينهم البعض.

أما المجموعة الثالثة وهي مجموعات تعليمية تعاونية بغرض يتعلق ما يحدث في الغرف الصفية، وهي مجموعات تضم مجموعة من الطلاب بغرض مساعدة المعلمون في تحقيق الأهداف التربوية الخاصة بالطلبة.

وتشتمل المجموعة على فئة الطلاب من المرحلة الابتدائية وتعمل على تلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على تصحيح العلامات وتحضير الأدوات الخاصة بالتعليم وغيرها من المهام المدرسية.

فوائد التعليم التعاوني

للتعليم التعاوني الكثير من الفوائد والمزايا التي تعود بالطبع على الطلاب، ومن أبرز وأهم فوائد التعليم التعاوني ما يلي:

• يساعد التعليم التعاوني الطلاب على الحد من الشعور بالرهبة تجاه الدراسة كما هو المعتاد في طرق التعليم التقليدية.
• من خلال التعليم التعاوني يستطيع الطلاب أن يتبادلوا الكثير من الأفكار والمهارات المختلفة ويتعرفوا على وجهات النظر التي تتيح اكتشاف الكثير من الحلول الجديدة والهامة.
• يعمل التعليم التعاوني على تحسين وتعزيز روح التعاون عند الطلاب ويخلق أجواء مليئة بالشغف والمرح والتعاون والمعرفة.
• يتيح التعليم التعاوني الفرص للطلاب بأن يسألوا بعضهم البعض حول الكثير من الأسئلة التي تدور في بالهم عن الدراسة دون خوف أو خجل.
• يتم استخدام هذه الطريقة في الكثير من المجالات المختلفة ليس فقط التعليم ولكن يمكن الاعتماد عليها في العلاج من المشكلات النفسية أيضًا.

وإلى هنا نكون قد انتهينا من تقديم كافة المعلومات حول التعليم التعاوني وتوضيح أهم أنواعه وفوائده المتعددة للطلاب، مع توضيح أهم الفروق بينها وبين العمل الجماعي.