Skip to content

اللغة العربية ليست أقل أهمية من اللغة الانجليزية طالما التعليم هو حق للجميع

اللغة-العربية-ليست-أقل-أهمية-من-اللغة-الانجليزية-طالما-التعليم-هو-حق-للجميع

اللغة العربية ليست أقل أهمية من اللغة الانجليزية طالما التعليم هو حق للجميع

قرر الطالب في جامعة University of the People ياسر وهو لاجئٌ سوريٌ يعيش في تركيا، أن يدرسَ تخصص إدارة الأعمال باللغة العربية في الجامعة علمًا أنها توفر هذا التخصص باللغة العربية و اللغة الانجليزية. وعبّر ياسر عن السبب قائلًا: “أنا أعيش في تركيا واللغة العربية هنا تعتبر لغة أساسية ولا أضطر لاستعمال اللغة الانجليزية كما اضطراري لاستعمال اللغة العربية أو التركية طبعًا والتي تعلمتها فور لجوئي لتركيا”.

سوق العمل واللغة العربية

الكثيرون يعتقدون أن اللغة الانجليزية هي المؤهل رقم واحد الذي يبحث عنه كل صاحب عمل في المتقدمين للوظائف. ولكن هذه القاعدة غير قابلة للتعميم وليست أساسًا ثابتًا يستطيع أن ينطلق منه كل خريج جامعي أو باحث عن عمل؛ فالانفتاح السياحي والعصر التكنولوجي جعلا أيضا من اللغة العربية مطلبًا أساسيًا لكثير من الوظائف في الدول غير الناطقة بالعربية.

واختيار تخصص مطلوب في الأسواق مثل إدارة الأعمال، يجعلك تضرب عصفورين بحجرٍ واحد. فلا شك بأن إدارة الأعمال من التخصصات الأكثر شيوعًا في الدراسة والأكثر طلبًا في سوق العمل. وبما أن العديد من الناس قد بدأوا يتجهون لافتتاح مشاريعهم الخاصة دون الاعتماد على الوظائف الحكومية على سبيل المثال أو أن يجعلوا مشاريعهم عملًا إضافيًا لوظيفتهم الرئيسية، فهذا دافعٌ كافٍ للعديد منهم أن يدرسوا إدارة الأعمال ليس اللغة الانجليزية هي العائق، فجمعينا نفضل أن نكون مدراءً لأعمالنا في النهاية.

شيوع اللغة العربية في أمريكا

حسب مسح أجرته جمعية اللغة الحديثة عام 2016، فتعتبر اللغة العربية ضمن أكثر اللغات الخمسة عشر شيوعًا التي يتم تدريسها في معاهد وجامعات أمريكية ومدتها سنتان وذلك بين الفترة من 1959 إلى 2016. واستجابةً لهذا ولمواكبة التطورِ العلميّ والتعليميّ وبسبب الأزمات في سوريا ودول شمال إفريقيا ولجوء العديد منهم حول العالم؛ فقد افتتحت جامعة University of the People (والتي مقرّها في كاليفورنيا) عام 2019 قسمًا لتطوير للدراسة باللغة العربية وتسهيل الحصول على شهادات جامعية للناطقين بالعربية أينما كانوا لكي تلغي بهذا الإجراء شروط الحصول على اللغة الانجليزية حصرا للالتحاق بالمؤسسات التعليمية في الدول الأجنبية. 

ليس هذا فقط؛ بل إن العديد من المؤسسات التعليمية الأمريكية استقطبت مختصين باللغة العربية من مناطق الشرق الأوسط للعمل فيها بسبب ازدياد أعداد المهاجرين العرب في الولايات المتحدة من أجل جذب الطلاب الناطقين باللغة العربية للدراسة فيها ولأن تنوع اللغات في أي مؤسسة تعليمية يجعلها ضمن المؤسسات الأولى عالميًا في أعداد الدارسين فيها وفي جودة التعليم الذي تقدمه.

مهارات أدبية وبحثية ضمن المحتويات الدراسية

إن واحدة من أكثر ما يميز النموذج التعليمي لجامعة University of the People، وبغض النظر عن التخصص الذي يدرسه الطالب، هو اعتمادها على أسلوب تقييم الأقران بين الطلبة أثناء دراستهم للمساقات. حيث يقوم كل طالب بتقييم إجابات بعض من زملائه وبالطبع فلن يستطيع الطالب تقييم آخر وتوضيح سبب هذا التقييم إن لم يكن مستواه جيدًا في اللغة العربية تماما كما هو متبع في التخصصات في اللغة الانجليزية وهذا ما يجعل كل طالب ناطق باللغة العربية يهتم باللغة أكثر ويبحث ويصحح ما قد يخطئ به أو ينساه لكي يكون تقييمه موضوعيًا قدر الإمكان.

بالإضافة لذلك فهنالك الواجب الكتابي والذي يكسب الطلبة بعضًا من مهارات مناهج البحث العلمي، كيف؟ عن طريق الالتزام بالقوانين الخاصة بتقديم هذا الواجب، فمثلًا يحظر على الطالب تقديم أي معلومة أو نص منقول في الواجب الكتابي دون ذكر المصدر وباستخدام نظام التوثيق APA والذي يعتمد على كتابة تاريخ النشر واسم الكاتب ورقم الصفحة وما إلى ذلك من تفاصيل هذا طبعا يعتمد على اللغة الانجليزية والعربية.

وهذا التوثيق يعتبر ضمن الخطوات الأخيرة في الواجبات الكتابية؛ أما ما يسبقه فهو بحث الطالب في العديد من المراجع والمواقع عما يدعم إجابته. وهذا البحث معناه أن يقوم الطالب بقراءة مراجع، مقالات، أو تقارير ليحصل على مطلبه ويصل إلى مبتغاه، وهذا من شأنه أن يقوي اللغة العربية لديه بشكل عام.

ولن أطيل الحديث عن منتدى النقاش الذي يساهم أيضًا بشكل فعال في نقاش الطلبة مع بعضهم البعض حول المواضيع التي يقترحها مدرس المساق أو الأسئلة التي قد يطرحها. هذا النقاش يستثير العديد من الأسئلة والأفكار في ذهن كل طالب منهم. وبهذا سيكتسبون مهارة التعبير عن هذا كله بأسلوب متميز وعلمي من خلال اللغة التي يتحدثون بها ويدرسون بها، اللغة العربية أو اللغة الانجليزية.

الرؤيا والمسار

حوار، تطوير، تعدد ثقافات، أعراق مختلفة، تعليم عن بعد، تبادل ثقافي، لغتين، وراية واحدة هي الحق في التعليم للجميع. هذه رؤيا جامعة University of the People وهي الرؤيا التي تبني عليها حرمها الجامعي وأرضيتها التعليمية.

فالطالب ياسر هو واحد من آلاف الطلبة الناطقين باللغة العربية المسجلين في الجامعة، والذين يشاركونه الهدف والدافع للحصول على شهادة علمية جامعية من جامعة أمريكية معتمدة دون الشعور بالعجز الذي قد يسببه للبعض وهو شرط إتقان اللغة الانجليزية كما في بعض المؤسسات التعليمية.

وكما قال توماس إديسون: ” أول سر من أسرار النجاح، أن تؤمن بنفسك”.