Skip to content

العولمة ما بعد الكورونا

العولمة ما بعد الكورونا

مفهوم العولمة ما بعد الكورونا ليس كما قبلها

 

هناك العديد من التعريفات لمصطلح العولمة وذلك لتعدد أراء ونظريات علماء الاقتصاد ولعل أقرب تعريف وأبسطها هو ربط العالم ببعضه البعض وخروج الدول من العزلة وانتشار الشركات والمؤسسات متعددة الجنسيات. وطالما كانت العولمة مثار انتقاد من أولئك الذين أرادوا الحفاظ على ثقافاتهم دون أن تختلط بعناصر خارجية الامر الذي كان منذ ستينات القرن الماضي موضوعا هاما وجدليا في أروقة أرقى الجامعات في العالم بين مع الحفاظ على الهوية الوطنية والاقتصاد المحلي ومن هم مع تحويل كل شيء لعالمي ودولي لتوحيد الدول والشعوب وطبعا الشركات والمال.

الان هناك من يرى أن العالم تعرض إلى كارثة عالمية وهي جائحة الكورونا أي منظومة العولمة كلها تعرضت للجائحة. ومنذ البداية الدول تعاونت فيما بينها وخاصة وزارات الصحة لمواجهة الفيروس لكن قبل كل شيء التعاون في المعلومات والدراسات لمعرفة ماهية هذا المرض الذي ضرب الكوكب. وفي نفس الوقت عندما توصل العلماء للقاح وجدنا لقاحا صينيا واخر روسيا واخر أمريكيا.

 

 العولمة في العلوم وليس في الأرباح

 

علماء البيولوجيا بلا شك استفادوا من العولمة فمثلا كانوا عبر منظمة الصحة العالمية يحصلون على تقارير طبية واحصائيات ساعدتهم على بناء شبكة معلومات لبناء تصور عالمي للجائحة لكن في اللحظة الذي توقع الناس أن يكون اللقاح عالميا ظهرت الشركات والدول وأنها محلية فالفايرز أمريكي وسبوتنيك روسي ومن هنا تبين أن اللقاح لم يكن عالميا بل خضع لمصالح الدول والحكومات والاهم الدور الاقتصادي الذي شكل ركيزة أساسية في تبني الدول لدور شركاتها. فالدول التي انتجت لقاح اعتمدت على لقاحاه حصرا ولم تشتري لقاح دول أخرى.

أما الدول التي لم تنتج فببساطة اشترت من عدة دول بناء على مصالح تجارية والاهم سرعة تلقي اللقاح. فايزر الأمريكي الذي انتشر اسمه لم يكن بسرعة انتشار اللقاح الصيني الذي وصل أسرع للدول التي لم تنتج اللقاح. هنا العولمة كانت علمية رغم أن لب العولمة اقتصادي وتشكل هذا المفهوم في الاقتصاد والسياسة مع انشاء الشركات متعددة الجنسيات.

 

التعليم والعولمة بعد الجائحة

 

خلال الجائحة توقفت معظم الجامعات عن التعليم الوجاهي وانتقلت لتعليم عبر الانترنت والذي لم يكن سهلا لا على الطلاب ولا على المحاضرين ولا على المختصين بإنشاء البرامج الخاصة التعليم. فقلة قليلة من الجامعات كان عندها برامج تعليم عن بعد لبعض المساقات ولهذا جاءت الجائحة لتظهر مدى أهمية التعليم عبر الانترنت. العولمة في التعليم كمفهوم تربوي تدريسي لم يكن موجودا فالجامعة البريطانية تعلم من يسكنون في بريطانيا مثلا وكذلك المحاضر يسكن قرب الجامعة أو في نفس المدينة وقربه الطلاب.

الجائحة رفعت شعار التعليم عبر الانترنت تماما كما رفعت الوعي بضرورة التكامل المعرفي بخصوص الفايروس. جامعةUniversity of the people   الامريكية التي تعلم بالكامل عبر الانترنت منذ أكثر من أحد عشر عاما لم تتأثر ببساطة لان الطلاب والمحاضرين يتعاملون مع بوابة إلكترونية تم تصميمها خصيصا لهذا الهدف. وفي الجامعة أكثر من خمسة وستين ألف طالب وطالبة حول العالم.

العولمة في التعليم ساعدت في منهج تعليم أشمل من المناهج المحلية وانطلق الطلاب لتعلم من محاضر أمريكي أو أوروبي أو عربي دون الالتزام بالجغرافيا والحدود. الامر ينسحب على الكتب والدراسات العلمية والمناهج التدريسية. فحتى حاجز اللغة لم يشكل عائقا مع تدريس دبلوم إدارة الاعمال باللغة العربية ضمن برنامج معتمد من لجنة التعليم عن بعد الامريكية DEAC

 

ما بعد الجائحة ليس كما قبلها

 

العديد من خبراء الاقتصاد العالمي يرون أن العالم سيتغير بعد الجائحة على العديد من المستويات. يتحدثون عن انتهاء عصر الأوراق المالية كما يحدث الان في عدد من الدول الاسكندنافية والتي قاربت على الاستغناء عن الورق والاعتماد لمطلق على بطاقات الاعتماد أو الدفع عبر الانترنت. أيضا يرون أن القطاع الصحي في العالم كان مهملا وبحاجة لترميم علمي وزيادة الكوادر الطبية وبناء المزيد من المراكز الصحية والمستشفيات ورفع الانفاق على الدراسات العلمية.

دور الانترنت بات كدور الكهرباء نفسها أي حيوي وانقطاع الانترنت لا يقل خطورة عن انقطاع الكهرباء. هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى ان الخمس سنوات القادمة ستغير شكل التجارة المحلية والعالمية. التعليم الذي سيتجه نحو العولمة وعن بعد كرادف أساسي لتعليم المحلي والوجاهي والامر سيتطلب إمكانيات تقنية ودورات للمحاضرين والاداريين لإضافة عنصر جديد في التعليم ككل وهو عنصر الانفتاح والتعدد وليس فقط عنصر المكتبة التي تقع قرب كلية الهندسة فالمكتبة ستكون كلها إلكترونية.