Skip to content

أيهما أفضل: الدراسة على الورق ام على الحاسوب ؟؟

pexels-kevin-ku-577585

التعليم الالكتروني – أيهما أفضل: الدراسة على الورق ام على الحاسوب ؟؟

قديما كانوا يدرسون ويكتبون على الحجارة والفخار وجلد الحيوانات ومن بعدها حدث تطور هائل في البشرية مع اكتشاف الكتابة على الورق. على الاغلب كانت الصين صاحبة الاختراع والفراعنة طوروا الاختراع للكتابة على ورق البردي. هذا كان للكتابة أكثر من الدارسة لان تكلفة الورق كانت باهظة ناهيك عن الفخار والاحجار الذي احتاج وقت طويل وأدوات حفر. فالقفزة النوعية بالكتابة على الورق وفرت مادة جديدة وسهلة للكتابة وطبعا لم تكن لعامة الناس بسبب التكلفة لكنها في النهاية حققت المراد.

تحولت الكتابة لعنصر مهم من عناصر الحضارة. بدأ عصر الرسائل المكتوبة وسهولة وسرعة نقلها. في بعض المقتنيات الاثرية الاشورية والكنعانية نجد قطع صغيرة من الفخار منقوش عليها باللغات القديمة وهي صغيرة الحجم. هذه هي رسائل عصر ما قبل الورق. بعدها أصبح الورق هو المادة التي يكتب عليها رسائل الملوك والوزراء وقادة الجيش وحتى خازن المدينة.

تدوين العلم كان مهما ولهذا نشأت الكتب والسجلات والمخطوطات ومن ثم المكتبات التي كانت بحاجة لحيز كبير. أحيانا نرى الكتب على شكل أسطوانات كبيرة فالكتاب ملفوف ولهذا سميت لفائف وأحيانا الكتب كانت عريضة ووزنها كبير لهذا كانت بحاجة لمساحات كبيرة.

الدراسة غير التدوين

 

التدوين والكتابة والتسجيل هو مختلف عن الدراسة حيث الان نكتب ونمحي ثم نكتب على نفس الورقة والذي يبدو سهل وتلقائي لكن قديما هذا لم يكن معروفا فما كُتب لا يمحى إلا بعملية غسل طويلة. فالدراسة كانت سماعية وليست عبر الكتابة كما هو اليوم. أخذ الملاحظات على دفتر صغير لم يكن من امتيازات الشعوب القديمة كما هو اليوم في أي صف مدرسي في العالم.

 

لهذا علينا أن نميز بين الكتابة والتدوين من جانب والدراسة والتمحيص من جانب اخر. اليوم التدريس يمر بمراحل سريعة فطالب يدرس عربي وحساب وجغرافيا وأحياء وعنده كتب ودفتر محاضرات ودفتر إجابات وعلب أقلام. زمان كانوا يدرسون مادة واحدة أو مادتين على الأكثر. هنا نستثني العلماء الذين عاشوا فقط للعلم فأولئك يسافرون ويشاركون في حلقات العلم حول العالم. فيدرسون فلك ورياضيات وطب ولغة وغيرها ولهذا نجد العديد من العلماء له مؤلفات في الطب وفي الدين وفي الجغرافيا. أما الناس العادية لا تستطيع تحمل تكلفة التعليم لهذا تتعلم مادة واحدة تستفيد منها في مستقبلها المهني.  

 

التعليم الالكتروني أم أوراق الكتب؟

 

الان مع التطور التكنولوجي يستطيع الطلبة ممارسة التعليم الالكتروني عبر شاشات الكمبيوتر أو حتى شاشات التابليت والهواتف الخليوية كل ذلك بات متوفرا. تنزيل الكتب والمراجع وقراءتها أيضا بات متوفرا إما بثمن زهيد او حتى مجاني, التعليم الالكتروني بات الطريقة الجديدة في التعلم. الجيل السابق لا يحب كثيرا القراءة من على شاشة الكترونية لأنه ببساطة اعتاد القراءة من الكتاب وتدوين ملاحظات على الكتاب نفسه أو على دفتر. الجيل الان مختلف تماما في طريقة الدراسة فهو يقرأ من على الشاشة ويسجل الملاحظات الكترونيا وبالتالي التعليم الالكتروني هو طريقة تفكير مختلفة تماما فهي حسب الخبراء أكثر ذكاء لان الكتابة لا تعتمد على السطر والتتالي بل سهولة القص والنقل وتحريك الفقرات.

 

الناس الذين يكتبون على ورق إذا ما اختاروا تغيير موقع فقرة بعد الانتهاء من كتابة مقال طويل سيكون امر صعب فعليهم إعادة الكتابة أما الان فالمسألة سهلة. التعليم الالكتروني هو التميز الأهم الذي ينعكس على ترتيب الأفكار وعدم التقيد بمكان. الميزة الأخرى هي سرعة الانتقال من كتاب لكتاب ومن مرجع لمرجع الكترونيا بينما الذين يدرسون ويقرأون من الكتب الورقية فالأمر بحاجة لوقت فالعثور على كلمة أو جملة عبر جوجل هو أسهل بكثير من العثور عليها بين دفتي كتاب أو مصنف كبير.

 

أصحاب مدرسة القراءة من الكتاب يرون ان هناك علاقة بين القارئ والكتاب تتمثل بمسك الكتاب وثنيه وأحيانا النوم وهو على صدرنا وهي علاقة إنسانية وعاطفية. أما الدارسين إلكترونيا الذين يعتمدون التعليم الالكتروني فيرون كل ذلك وهم وليس حقيقة ومبالغة في المشاعر الإنسانية. الدراسة هي دراسة وليس الامر متعلق بورقة وقلم أو شاشة بل متعلق بالمعلومة والجوهر المعرفي الموجود ضمن الكتب بغض النظر عن شكله.

 

التعليم الالكتروني يتطور أسرع

 

مظاهر التطور بما فيها التعليم الالكتروني في عصر التكنولوجيا تشير إلى سرعة هائلة في التطور وبعض العلماء يرون ان مستقبل القراءة سيتجاوز الشاشة لما بعدها أي ان الشاشة بحد ذاتها لن تكون أداة التعليم الالكتروني الوحيدة. العديد من الاختراعات نراها الان في معارض التكنولوجيا إلا انها كلها تدور في فلك واحد فالمهم هو العلم وليس الأداة التي تكون قابلة لتغيير والتبديل بسرعة.

 

القفزات في عالم الورق لم تكن كبيرة ولعلها أربع قفزات معظمها تتمحور بطرق صناعة الورق وكمية انتاجه وسرعة توزيعه أما في عالم التعليم الالكتروني فالحديث عن قفزات سريعة في اقل من عقدين. هذا التطور سيلحقه تطور في مناهج التعليم ودور المكتبات والمدارس ولعل يأتي وقت لا نحتاج القلم لأننا نطبع على لوحة المفاتيح أو على الشاشة مباشرة دون الحاجة للأقلام وهنا يبرز دور التعليم الالكتروني في الصناعات والاستثمار فيها. ففي السابق كانت مصانع الأقلام والأوراق هي الاستثمار الكبير اما الان فالاستثمار هو بأدوات التعليم الالكتروني مثل التابلت والهاتف الذكي أما عالم الحاسوب النقال الخفيف فهو في كل يوم يتطور.

 

في النهاية نحن نختار الأداة ونحن نختار المنهج وما نريد قراءته ودراسته سواء عبر التعليم الالكتروني أو القراءة من الورق والكتابة على الدفاتر والاحتفاظ بها. التعليم الالكتروني يحمل في طياته بشائر المستقبل الأسرع والاحدث أما العلم فثابت بقيمه المعرفية ليبقى الطالب هو صاحب القرار بين التعليم الالكتروني أو الكتابة على الورق.