الضغوط النفسية التي يوجهها الطلبة خلال الحروب هي بالغة خاصة اذا ما كانوا يعيشون تحت القصف. الامر يبدو بديهيا طالما حياة الناس محددة بالخطر.
سواء في سوريا او غزة وليبيا وغيرها من الدول التي تعاني فالتركيز بالدراسة ليس بالأمر السهل وفي العادة نتائج الطلاب تتراجع بسبب الحرب المستعرة والاخبار المتتابعة.
الطالب في النهاية حياته يجب ان تستمر ليبحث عن مستقبل أفضل ليخرج من بين ركام المعارك. علماء النفس يرون أن هناك العديد من الطرق التي سمكن أن تساعد الانسان على عزل نفسه من الواقع المرير ولو لساعات ليس فقط ليلتقط أنفساه بل لكيلا يتحطم نفسيا. هذه النصائح قد تساعد في عدم تراجع نتائج الطلاب فمن هنا يمكن للنجاح أن يجد مكانا وسط كل هذا الدمار.
أقفل التلفاز وتوقف عن متابعة الاخبار
أكثر عامل يشوش ويشكل ضغطا نفسيا على الطالب هو متابعة الاخبار حول الحرب المشتعلة. ليس فقط الوقت الطويل الذي تسرقه متابعة الاخبار بل أيضا مقدار كبير من المشاعر الحزينة والاضطراب التي تؤثر على نتائج الطلاب وعليه يجب على الطلاب ان يعطي لنفسه ساعات يبتعد فيها أن التلفاز ويقفل جهاز الهاتف أو الراديو.
هو بحاجة على الأقل لساعة كي تهدأ خواطره ويصفى ذهنه وبعدها يستطيع البدء بالدراسة بشكل هادئ الامر الذي قد يحقق وقت لإيقاف كافة المشاعر السلبية والهروب لدراسة هو وسيلة ناجعة ولكنها لن تتحقق طالما شاهد الاخبار.
فكر فيما بعد الحرب والمستقبل أمامك
المشاعر السليبة نتيجة مشاهدة المشاهد المروعة للحروب تحطم نفسية الطلاب فهم يرون الموت والدمار بأعينهم فحتى لو توقفوا عن مشاهدة التلفاز يبقى هناك صوت بداخلهم يروي لهم نهاية العالم التي باتت قريبة.
في النهاية كل الحروب انتهت تلك التي استمرت لأيام أو سنوات. لو توقفنا مع الحروب لن نجد المستقبل وسنعلق في ذكريات تصبح هي المستقبل بدل أن تكون الماضي.
هذا السلاح النفسي هو مدمر على نتائج الطلاب الذين يظنون أن لا حاجة للاهتمام للدراسة فسنموت حتما. الحروب هي شيء قاسي ولكن تبعات الحروب بعد ان يتوقف إطلاق النار هو الأخطر على الشعوب وليس خلال الحرب.
اليابان على سبيل المثال بعد الحرب العالمية الثانية كانت مدمرة والاصعب شهور الشعب الياباني بالهزيمة كان قاسيا ولعامين عاشت اليابان في سبات نفسي مدمر.
هنا كانت الحاجة للقفز عن الحرب ونسيان ما جرى والعمل على بناء المستقبل وهذا الذي حدث فاليابان ركزت على الإنتاج الإلكتروني وصناعة السيارات حتى انها أصبحت من كبرى الدول المصدرة في فترة لا تتجاوز العقدين.
طلاب الجامعات انطلقوا لتعلم ونتائج الطلاب بعد الحرب كانت أفضل حتى من قبل الحرب لان القرار النفسي والوجداني أننا يجب أن نفكر بالمستقبل لا أن نعيش في الماضي.
الابداع يخرج من ركام الحروب
النجاح لا يمكن أن نجده في مكان مدمر أو هكذا يمكن أن نقول لكن في الحقيقة وحسب العديد من الدراسات فإن الإنجازات الهامة للبشرية حدثت خلال الحروب أو ما بعدها وهي الفترة التي تسمى اضطراب الكرب التالي لصدمة التي قد تعيق أي تقدم أو انجاز أو حتى تجاوز المحنة. هنا نستعرض عدد من الإنجازات التي حققتها البشرية لان هناك عدد من الذين عانوا من الحرب قرروا أن لا ينزلقوا في الاضطراب.
نتائج الطلاب في المدارس والجامعات قد تكون مؤشرا لكل ذلك.
فمثلا البنسلين أحد أهم الادوية التي اخترعتها البشرية كمضاد حيوي والذي ما كان له أن يكون لولا الفظائع التي شاهدها العلماء والتي دفعتهم وخاصة ألكسندر فليمنج.
أيضا اختراع الصواريخ التي اطلقت للفضاء وبدء الاستفادة من الأقمار الصناعة والذي لولا الحرب العالمية الثانية لما تحقق. وبعيدا عن العلوم فإنه بعد الثورة الفرنسية 1789 انطلقت مبادئ جديدة في العالم كالمساواة والحرية وأدبيات شعرية وفنون لم تكن معروفة قبل فظائع تلك الثورة.
لهذا على الطالب أن يعلم ان الحرب ستنتهي وهو سيكون أمام مفترق طرق إما الانغماس في ذكريات سوداوية والمعاناة من الاضطراب أو الانطلاق نحو بناء المستقبل واعمار البلد واسناد المجتمع الذي خرج من دمار نفسي ومعنوي لا يقل ضررا عن الدمار في البنية التحتية والخسائر البشرية والاقتصادية.
إذا اختار الطلاب أن يكون إيجابيا هنا نتائج الطلاب خلال الحرب لا تقل أهمية لا بعض الحروب قد تستمر لسنين.
فكر بماذا يمكن أن تقدمه بموقعك كطالب
الشعور بالعجز وانت تجلس في غرفتك وتسمع ضجيج الطائرات والحرب والاخبار التي لا تتوقف هو شعور قاس جدا. فأنا الذي في مقتبل العمر ماذا يمكن أن أفعل والجواب يمكن أن يكون أنا أضعف من أن أوقف القصف والدمار.
هذا الشعور مدمر لهذا عليك أن تفكر بماذا يمكن أن اساعد وما هو دوري أنا فمثلا رجال الإسعاف دورهم الإسعاف وليس التفاوض والصحفيون دورهم تغطية الحروب وليس انتشال الجثث ورجال الإطفاء دورهم ليس اصلاح شبكة الكهرباء.
أي أن لكل واحد دور فإلام التي ترعى اطفالها وتخفف عنهم هو دور جبار والأب الذي يخاطر لجلب الطعام هو كذلك. الطالب دوره الدراسة بكل بساطة هذا هو الدور الذي عليه التركيز فيه ليس لأنه دور ثانوي مقارنة بالدفاع المدني بل لان لكل واحد دور ومن انقلب على دوره زاد من الفساد والخطأ والخطر دون أن يدري.
نتائج الطلاب والاتجاه الإيجابي نحو تحقيق النجاح هو دور الطالب تماما كما هو دور الطبيب تضميد الجراح لان الطالب إذا لم يقم في دوره فمنظومة المجتمع لن تستقر ولهذا عليك أن تجلس في الغرفة وتعلم ان قراءة الكتاب وتدوين الملاحظات هو دورك في منظومة المجتمع ككل وليس دور ثانوي عديم الفائدة فحتى لو استمرت الحرب لقرون وليس لسنين ستحتل انت دورا مختلفا في المستقبل وإن تجاهلت ذلك فهناك من لم يقم بدوره ومن لم يشغل الدور المنوط به في المستقبل.